تتجه أنظار العالم أجمع نحو قلعة (سانتياغو برنابيو) استعدادا لاستضافة كلاسيكو الأرض يوم السبت المقبل ، بين الغريمين ريال مدريد وبرشلونة في إطار منافسات الجولة 12 من الدوري الإسباني لكرة القدم.

ويبقى السؤال الاهم، هل الإصابات التي ضربت الجانبين كانت نعمة أم نقمة على قوة العملاقين خلال المباريات السابقة من الموسم الحالي؟.

عند النظر إلى أبرز الإصابات في الفترة الماضية، تأتي انتكاسة الدولي الأرجنتيني ليونيل ميسي هداف برشلونة الإسباني في المقدمة، حيث كان تعرض لتمزق في اربطة الركبة في 26 ايلول/ سبتمبر الماضي خلال مباراة برشلونة أمام لاس بالماس، لكن وعلى عكس المتوقع، استطاع الفريق بدون ساحره أن يقدم مستويات مبهرة ويصل لصدارة الليغا، فضلاً عن مستويات كبيرة ونتائج رائعة في دوري أبطال أوروبا، حيث كان لإصابة ميسي في ذلك التوقيت جوانب إيجابية، أبرزها التألق غير العادي للثنائي الهجومي البرازيلي نيمار والأوروغوياني سواريز طوال فترة غيابه.

وأثبت النجمان (نيمار وسواريز) من جديد أنهما من أفضل اللاعبين في العالم، وأظهرا انسجاما غير طبيعيا في الفترة الماضية، وهي النقطة الأبرز في غياب ميسي الذي أصبح لا يقلق جماهير برشلونة بدرجة كبيرة، لكن بالطبع فإن عودة ميسي ستزيد من هذه الفاعلية الهجومية وخاصة أن ميسي سيكون أمامه تحد لاسترجاع مستواه الفائق من جديد في حالة مشاركته بالكلاسيكو.

واستطاع الإسباني لويس إنريكي المدير الفني لبرشلونة أن ينجح بشكل كبير في تعويض كافة غياباته بالمواجهات الأخيرة، إلا أنه بحاجة ماسة لجميع نجومه في الكلاسيكو، حيث ارتفعت أسهم الكرواتي إيفان راكيتيتش لاعب وسط برشلونة في المشاركة، وهو ما سيعطي قوة كبيرة في خط الوسط وعلى مستوى صناعة الأهداف، مع وجود بدائل متاحة بوجود القائد إنييستا وسيرجو روبرتو العائدين من الإصابة، في حين أن الفريق تكييف على إصابة رافيينا الذي يعاني من قطع في الرباط الصليبي.

وعلى النقيض، يحتاج ريال مدريد لكل لاعبيه المصابين والغائبين في الكلاسيكو، فقد زادت نسبة عودة خط الهجوم القوي (BBC) بعد عودة الدولي الويلزي غاريث بيل بعد فترة طويلة من الإصابة، حيث شارك في مواجهة إشبيلة الأخيرة، فضلاً عن محاولات كبيرة مبذولة من الدولي الفرنسي كريم بنزيمة للعودة إلى قائمة الفريق، بعد أيام طويلة من الإصابة ومؤخرا أزمات قضائية بعد اتهامه باستغلال صديقه بشريط جنسي فاضح، هذه الغيابات بالطبع أثرت بشكل كبير على مستوى الفريق في الفترة الماضية، وخاصة في ظل وجود الدولي البرتغالي كريستيانو رونالدو وحيدا في الخط الأمامي.

لا شك أن وجود بيل وبنزيمة في حالة مشاركتهما في الكلاسيكو سيعطي أخيرا الفرصة لرونالدو التائه للإنطلاق من جديد وميله لمركزه المفضل على الطرف الأيسر الهجومي، حيث تراجع مستوى “الدون” بشكل كبير في المباريات الماضية على الرغم من معدله التهديفي الجيد، وذلك لأنه مضطر لأخذ دور رأس الحربة في غياب بنزيمة، كما ستعطي عودة جيمس رودريجيز دفعة قوية في دور الوسط الهجومي.

وتشمل أيضا قائمة مصابي مدريد، البرازيلي مارسيلو والكوستاريكي كيلور نافاس والثنائي الإسباني داني كارفاخال وسرخيو راموس، ويخضعون لتدريبات تأهيلية مكثفة، على أمل اللحاق بالمواجهة التاريخية، وبالطبع عودة الحارس الأمين نافاس ستكون نقطة قوية كبيرة في قائمة الملكي، حيث أثبت أنه من أفضل حراس العالم في فترة وجيزة قضاها منذ بداية الموسم.

كما برهن أن مفاوضات النادي مع ديفيد دي خيا حارس مانشستر يونايتد خاطئة، في حين أن وجود راموس سيعنى أن القوة الدفاعية للريال ستكون شبه كاملة، أما مارسيلو فيعتبر من أبرز لاعبي الفريق هذا الموسم، ولن يقلق رافائيل بينتيز كثيرا في حالة عدم جاهزية إيسكو في ظل عودة جيمس رودريغيز وغاريث بيل.