ارتفع عدد الفرق الأردنية التي تخلت عن مدربيها سواء بقرار "الإقالة أو الإستقالة" إلى 7 فرق، رغم أن بطولة دوري المحترفين لم يمض من عمرها سوى 6 جولات لو استثنينا الجولة السادسة التي تم ترحيلها لتقام بعد نهاية مرحلة الذهاب.

وتحتفظ لغاية الآن 5 فرق فقط بمدربيها الذين تعاقدت معهم مع بداية الموسم الحالي، وهي فرق: شباب الأردن والأهلي وكفرسوم والصريح والأصالة.

وقامت 7 فرق بتغيير مدربيها وهي فرق: الوحدات، الفيصلي، الرمثا، الحسين إربد، ذات راس، الجزيرة، البقعة.

ويعتبر قرار الإستغناء عن المدربين في الأردن بمثابة "الحكاية" التي لا تنتهي، فمع كل خسارة وجولة هنالك مدرب جديد يأتي وآخر يرحل، لتنجح هذه الأندية في تحطيم رقم قياسي يدعو "لليأس"، كيف لا والمدرب في الأردن هو "الشماعة" الوحيدة التي تعلق مجالس الإدارات - أخطائها عليه.

حكايات متناقضة

وأدت القرارات المتسرعة في رحيل المدربين، إلى تراجع المستوى الفني لعديد من الفرق التي كانت تطمح للمنافسة على اللقب، لكن البعض منها وجد نفسه يعيش التراجع رغم قيامها بالإستنجاد بمدربين جدد.

والغريب أن المدرب الذي يرحل بقرار من مجلس الإدارة لإيمانها بأنه غير قادر على تحقيق النتائج المرجوة مع فريقه، تجده في ليلة وضحاها رحل ليدرب ناد آخر، وهو الحال الذي انطبق على السوري عماد خانكان حينما أنهى ارتباطه مع الوحدات، لكنه بعد أسابيع كان يتعاقد مع فريق ذات راس، وكذلك هيثم الشبول الذي أنهى مشواره مع ذات راس، وبعد أقل من أسبوع تسلم مهمته الجديدة كمدير فني للجزيرة خلفاً للمدرب عيسى الترك.

هي حكايات متناقضة تعيشها كرة القدم الأردنية، في زمن تفتقد فيه مجالس إدارات الأندية للمستشارين الفنيين وللإحترافية في إدارة ملف كرة القدم.

رسالة بيريز

وليس عيباً أن تطلع مجالس الإدارات في الأردن على تجارب الآخرين بخصوص فن إدارة ملف كرة القدم فهو الملف الأهم والذي يستحوذ على الإهتمام الأكبر لجماهيرها.

لقد أصبح لزاماً على مجالس إدارات الأندية الأردنية أن تتأمل جيداً كيف تعامل نادي ريال مدريد مع المدير الفني للفريق، وكيف أن رئيس ريال مدريد بيريز الذي لم يبق أحد على وجه الأرض إلا وطالبه بضرورة إقالة المدير الفني بينيتيز عشية الخسارة الموجعة أمام برشلونة صفر-4، لم يلتفت لكل تلك المطالب والأهواء، ونفذ ما يؤمن به ودافع عن خياره.

لقد رفض بيريز أن يعلق مصير المدرب في نتيجة مباراة، فتعامل مع الموقف وفقاً لقناعاته ورؤيته، لم يرضخ لهتافات ومطالب جماهيره، بل جدد الثقة بينيتيز ومنحه فرصة جديدة وحافظ على الإستقرار الفني للفريق في وقت عصيب.

وسواء أكان قرار بيريز صائباً أو جانبه الصواب إلا أنه يستحق التحية على تمسكه بالمدرب في هكذا ظروف، وبذلك رسالة قوية تستحق القراءة من قبل المسؤولين في الأندية الأردنية، مفادها بأن التسليم للمطالب والرضوخ للرغبات بشكل متسرع قد لا يأتي بالمطلوب دائماً، وبأن من حق المدرب أن يتحصل على الفرصة الكاملة لإثبات نفسه وقدراته الفنية.

ووفقاً لما سبق، نستشف بأن قرار تغيير المدربين يجب أن يكون القرار الأصعب وليس الأسهل، والصبر والتروي في إتخاذا القرار فيه الكثير من الحكمة لضمان الإدارة الناجحة لملف كرة القدم، ومن الخطأ أن نتهم المدرب وحده بالتقصير دائماً ، ونحاسبه بالرحيل السريع ، في وقت ربما لا يكون فيه اللاعبون أنفسهم في يومهم.