بينما يتشبث رافاييل بينيتيز المدير الفني لريال مدريد الأسباني بلغة الأرقام، ليدافع عن عمله مع الفريق الملكي، انهالت الانتقادات بلا رحمة على هذا المدرب الذي يتعين عليه خلال فترة قصيرة إيجاد حلول للعديد من المشكلات، مثل طريقة اللعب والإصابات المتكررة وأزمات لاعبيه كريستيانو رونالدو وكريم بنزيمه.

وأصاب ريال مدريد جماهيره بتضارب في المشاعر، بعد أن حقق الفوز بهدف نظيف الثلاثاء الماضي على باريس سان جيرمان الفرنسي في بطولة دوري أبطال أوروبا، ليمر إلى دور الستة عشر، بيد أنه في الوقت نفسه قدم أداء متواضعا ودون فاعلية، حتى أن الصحافة الأسبانية وصفت الفوز بـ "المعجزة".

ولم يرغب بينيتز في انتقاد نفسه أمام الصحفيين بعد المباراة وتمسك بالدفاع عن عمله، وقال: "لقد تأهلنا دون هزيمة واحدة وبشباك نظيفة".

وتبعث الإحصائيات إلى التفاؤل بشأن مستقبل ريال مدريد، فهو متصدر مسابقة الدوري الأسباني بجانب برشلونة ويحتل المركز الأول في مجموعته بدوري الأبطال، كما ضمن تأهله إلى دور الستة عشر من البطولة ولم يتجرع الخسارة في أي مباراة هذا الموسم حتى الآن.

بيد أن الإنتقادات وصافرات الاستهجان التي تطلقها جماهيره مثلما حدث خلال إحدى فترات مباراة الثلاثاء تدعو إلى الحديث عن شيء أخر، حيث يعلم الجميع أن الفوز ليس وحده ما يهم بالنسبة للريال.

وقالت صحيفة (ماركا) الأسبانية في عنوانها الرئيسي: "أرقام بطل وضعف في الأداء".

وأضافت صحيفة (الموندو): "من الصعب مع بينيتيز أن ينطلق الفريق وليس معقولا أن تكون البطولة هي حديثه الرئيسي ولكنه في نفس الوقت هي عنصر مهم بدونه يفتقد الريال لمذاقه المميز".

وأسهبت الصحافة الأسبانية في النقد وتناولت أفاقا أبعد في هذه القضية، فقد قامت صحيفة (سبورت)، بالمقارنة بين فريق بينيتز ونظيره الذي كان يعمل مع مورينيو عندما كان مديرا فنيا للنادي المدريدي، حيث قالت: "لا حماس ولا شغف .. إنه يدفع للملل والضجر".



وإذا اعتبرنا أن مباراة باريس سان جيرمان بمثابة استفتاء على شعبية بينيتيز فمن المؤكد أنه أخفق في تجاوزه، حيث أن الشكوك تزايدت حول قدرته على الإبداع وخاصة أنه يستعد لمباراتين من العيار الثقيل في الدوري الأسباني عندما يحل ضيفا في المواجهة المقبلة على اشبيلية ثم يصطدم ببرشلونة في المواجهة الثانية.

ولكي يستعيد سحر وتأثير ملعب البيرنابيو علي بينيتيز حل مشكلة الإصابات التي تجتاح الفريق.

وعانى ريال مدريد من إصابة 12 لاعبا خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة أخرهم اللاعب البرازيلي مارسيلو.

ولا يجد بينيتيز غير تبرير واحد ليفسر تلك المشكلة التي تعرقل مسيرة النادي الملكي بقوله: "إنها أشياء تحدث".


ويواجه الريال مشكلة جديدة مع نجمه الأول كريستيانو رونالدو الذي بدا فاقدا لتركيزه في المباريات، وهو الأمر الذي قد يعود إلى انعدام سيطرة الفريق المطلقة على المباريات التي يخوضها بالإضافة إلى عزوفه عن طريقة الهجوم الصريح.

وقالت صحيفة (أس): "في خلفية المشهد يظهر تهديدان: لعنة الإصابات والتراجع الخطير في مستوى كريستيانو".

وبما أن المشاكل تبحث دائما عن بينتيز، ظهرت في الأفق مشكلة جديدة قد تزيد من توتره وقلقه وهي إلقاء القبض على اللاعب الفرنسي كريم بنزيمه بمدينة فرساي الفرنسية، للمثول أمام جهات التحقيق بسبب الاشتباه في ضلوعه في جريمة ابتزاز ضد زميله في المنتخب الفرنسي ماثيو فالبوينا وتهديده بمقطع إباحي.

ويحتاج ريال مدريد ورونالدو أيضا إلى عودة بنزيمه الذي تألق مع انطلاق الموسم الحالي، حتى ابتعد مؤخرا بسبب الإصابة أيضا.

وعندما بدت عودته وشيكة ظهرت مشكلته الأخيرة مع الجهات القضائية التي يتابعها النادي الملكي عن كثب لاستبيان موقف اللاعب.